التراث المعماري

تعتبر المباني التراثية القديمة حافظة رئيسية للهوية المعمارية القديمة، والتي تمثلت في تنوعها اللافت وانشغالها النحتي المنتمي والمترابط مع فن العمارة الاسلامي والعربي في أقواسها ونوافذها المطلة على الحياة. فيتمثل التراث المعماري، بالمساجد والقلاع والحصون والبيوت القديمة .

تعتبر بيوت (الطين والحجر) احدى فنون العمارة القديمة التي تعكس التطور الحضاري للشعوب في الزمن القديم ، وتعبر عن تطور حاجة الأنسان في كل زمان ومكان، اذ كانت تعتمد في بنائها على الحجر القديم ذي اللون (الاحمر) مع استخدام الطين المضاف اليه (القش) لزيادة صلابة البناء وتماسكه.   

 

(اقواس وقناطر)

يتم البناء على شكل عقود (اقواس وقناطر) ويعود تاريخه الى عام 1880 م، وتتميز البيوت بارتفاع سقفها من الداخل ، اضافة الى ان الابواب والشبابيك مبنية على شكل اقواس، وذلك للتخفيف من الضغط على الباب والشباك بسبب عدم استخدام الحديد في ذلك الوقت للبناء.

 

ويتكون من غرفتين ، وساحة واسعة يوجد بها (حظيرة) اسُتخدمت قديماً لتربية الماشية والطيور، والمنافع الصحية تكون خارج البيت، ولجدران البيت الخارجية فتحات او ما تسمى (طواقي) لتربية الحمام، ويوجد بإحدى اطراف البيت مكان خاص يستخدم لإنتاج (الخبز) ويسمى (بالطابون).

 

 ويحتوي البيت على بئر ماء يتم بناؤه داخل الساحة الخارجية، لتجميع مياه الامطار من خلال هذه الساحة عن طريق قناة موصلة مع البئر.  

(الطابون)

الطوابين: مفردها طابون، وهو عبارة عن قالب ترابي مفتوح السقف صممه الفلاحون لصناعة الخبز من التربة الجيرية بعد خلطها بمادة التبن والماء وتعريضه لأشعة الشمس حتى يجف، ثم يطمر بعد ذلك بالرماد وروث الحيوانات الجاف (الزبل) بعد تغطية الطابون بغطاء حديدي خاص، ويوضع داخله حجارة مكوره ملساء يطلق عليها اسم (الرضف أو الرظف)، ويوقد عليه النار حتى يصبح بدرجة حرارة كافية لإنضاج العجين.  

(مميزاته)

يتميز البناء القديم باستخدام حجارة ذات حجم كبير ، حيث ان سماكة عرض الجدار يزيد عن المتر، وتحيط بهذه البيوت اسوار من الحجر والطين ولها مداخل على شكل اقواس وقناطر اضافة الى وجود مضافة خارجية.

ويخلو من استخدام عنصر الحديد والاسمنت، حيث تم بناؤه من الطين و(التبن) وهي مادة تخرج من حصاد القمح او الشعير. و(القش) حيث يتم طحنه وخلطه مع الطين لزيادة قوة البناء وتماسكه، بالإضافة الى استخدام جسور الخشب واعواد (الُقصب) الذي يستخدم في دعم سقف البناء، ومن ثم وضع الطين المخلوط بالتبن عليه، وتتميز بالدفء في فصل الشتاء والبرودة اثناء فصل الصيف.  

 

(خزائن لحفظ المواد المختلفة)

يوجد في جدران هذه البيوت خزائن تستخدم لحفظ المواد الغذائية التي كانت تتم صناعتها يدوياً كاللبن واللبنة والجبنة والسمن البلدي والكشك والخبز ، واستخدمت ايضاً لحفظ النقود التي يحصل عليها المزارع من غلة الصيف بعد فترة الحصاد في ذلك الوقت، كما يوجد في هذه البيوت مكان خاص يسمى (المطواة) لترتيب (الفراش واللحف) العربي الذي يصنع من (صوف الغنم) عليه، والبسط والتي تستخدم لفرش الارضية في اوقات الشتاء ، حيث تصنع هذه البسط من (شعر الماعز).  

 

(جرة الماء)

يوجد في البيوت (جرة خاصة) تستخدم لحفظ الماء وكانت تسمى قديماً بـ (الخابية او الزير) وتوضع في زاوية البيت من الداخل او الخارج، وفي بعض البيوت يتم تثبيتها على ارتفاع من سطح الارض وتستخدم للأغراض المنزلية كالشرب والطبخ.  

 

(الشبابيك)

يتم صنعها من الواح خشبية متصلة مع بعضها البعض، ويوضع عليها شبك حديدي لحمايتها، ويتم التحكم بفتح واغلاق الشباك من خلال قضيب من الحديد الخفيف يسمى (الشنكل)، حيث يوفر لها نوع من الحماية. 

 

 

(الاسرة)

 يعيش في البيوت جميع افراد الاسرة او ما يعرف (بالأسرة الممتدة) وهي الاسرة التي تتكون من الاب والام والابناء المتزوجين وغير المتزوجين، حيث طبيعة اعمالهم الزراعية تقتضي منهم ان يكونوا متواجدين للقيام بأعمال الزراعة والحصاد وتربية الماشية.  

 

(المضافة)

تقدر مساحتها بحوالي 50 مترا مربعا، وتستخدم (المضافة) لاستقبال الضيوف والمارة، كما تستخدم اليوم للمناسبات المختلفة كالأفراح والاعياد وبعض المناسبات الاجتماعية.  

(العلية)

البناء كان يتم على اساس عمل (العلية) والتي تتكون في اغلب الاحيان من غرفتين ، وفي اسفل العلية يتم بناء حوشة تسمى (الخان) لتربية الاغنام والدجاج البلدي والبقر والجمال، وبناء العلية كان يعتمد على توافر جسور الخشب الكبيرة، بالإضافة الى استخدام نبات القصب في السقف لإضفاء منظر جمالي على البيت.  

 

(التبييض)

بعد الانتهاء من عملية البناء نقوم (بتبييض) البيت ويتم ذلك من خلال قطع نوع من الحجارة والصخور الطرية ذات اللون الابيض، ومن ثم طحنها على حجارة الصوان ونقعها بالماء لفترة معينة من الزمن ومن ثم دهن البيت بها باستخدام نبات يسمى (المكانس) ويستخدم هذا النوع من النباتات في تبييض البيوت وتنظيفها ايضاً.  

 

(تخزين الحبوب)

كانت النساء تقوم بعمل (الكواير) في حوشة البيت الخارجية، وهى بناء لتخزن الحبوب على شكل مستطيل ويبلغ ارتفاعه اكثر من مترين، والمواد المستخدمة لبناء (الكواير) هي نفس المواد المستخدمة في بناء البيت، لكن ما يميز الكواير انها مقسمة الى اكثر من غرفة ليتم بها حفظ انواع الحبوب المختلفة من قمح وشعير وذرة ومحصول (الكرسنة) الذي يستخدم  لإطعام الدواب المختلفة.

    

 

اعداد: سمير العدوي وفايز العبادي (بترا)

 

 

 

 

© 2024 تطوير وتصميم شركة الشعاع الأزرق لحلول البرمجيات. جميع الحقوق محفوظة